أكد السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، خلال مؤتمر صحافي على متن الفرقاطة الفرنسية "اكونيت" لمناسبة رسوها في مرفأ بيروت، أن "ما يجري في لبنان لا ينظر اليه في فرنسا من باب السياسة الخارجية بل ينظر اليه بقلق واهتمام. وفرنسا تهتم جدا بلبنان مثلما تهتم باللبنانيين ايضا، وانا اشير هنا الى الاسئلة التي تطرح علي منذ ايام عن الوضع في فرنسا واحاول فيها ان اطمئن من يسافرون بشكل دوري الى بلدنا".
ودعا فوشيه الى "تشكيل حكومة سريعا"، مشيراً إلى "أننا بحاجة لهذه الحكومة منذ سبعة اشهر لبنان من دون طاقم قيادة، ونحن وضعنا ورقة طريق تضمنت ثلاث مؤتمرات: مؤتمر روما ومؤتمر باريس ومؤتمر بروكسل وكل هذه المؤتمرات اتت نتيجة الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الوزراء الى فرنسا وباريس في منتصف سنة 2017، ومن اهداف هذه المؤتمرات الاستجابة لمتطلبات لبنان، وهناك العديد من المشاريع ستأتي من هذه المؤتمرات وقد وضعت فرنسا في مؤتمر روما في تصرف لبنان قرضا بقيمة 400 مليون اورو، اما مؤتمر سيدر فقد امن للبنان مبلغ 11 مليار دولار اميركي، ونحن نأسف كثيرا لان اصدقاءنا اللبنانيين ليسوا لغاية الآن قادرين على الاتفاق لتشكيل حكومة، لاننا بحاجة الى حكومة لوضع هذه المشاريع موضع التنفيذ، ونحن نعتقد ان غياب حكومة في لبنان هو نوع من المخاطرة بفقدان هذه الدينامية التي اطلقتها المجموعة الدولية، والتي يمكن ان تنقل الى دول اخرى في المنطقة تمر بأزمات ويمكن ان تحتاج الى امكانات دولية لاعادة بنائها، ومن المؤسف الا يستفيد لبنان من جو التضامن الذي خلق لاجله لعدم قدرته على تأليف حكومة الجميع بأمس الحاجة اليها".
واعتبر أن "لدينا تعاونا طموحا مع لبنان يرتكز على عناصر عديدة منها بذل القدرات العسكرية والتدريب وتدريب خبراء لبنانيين من فرنسا وهذا ينطلق من رغبتنا بتقوية المؤسسات اللبنانية"، مشيراً إلى أنه "تم في السنوات الخمس الماضية انفاق ما يقارب النصف مليار اورو على الشق العسكري من خلال نقل تجهيزات الى الجيش اللبناني لزيادة قدرته على التدخل وسلمناه منذ فترة نظام صواريخ وكل هذه الامور سيتمكن من تطوير تدخل وعمل الجيش اللبناني، كما زودنا لبنان بكلاب لكشف المتفجرات اضافة الى مجموعة من التقنيات للتدريب والتنشئة وسيستفيد منها نحو 500 ضابط، كما انشأنا مدرسة لازالة الالغام ونحن ساهمنا كثيرا في انطلاق هذه المدرسة لتدرب وتنشىء ضباطا وتقنيين من كل بلدان المنطقة".
وأوضح أن "عمل القوات الدولية في الجنوب اللبناني في منطقة حساسة وفرنسا تشارك في القوات الدولية منذ انشائها لحفظ السلام ونحن نوليها الاهتمام الكامل ونحرص على عملها بشكل جيد، نحن ندرك بأن هناك احداثا وهناك الان انتهاكات حاصلة وعتاب للقوات الدولية بأنها لم تر ما يجب ان تراه ولكن القوات الدولية لا تعمل في نطاق سهل وهي في الوقت نفسه تقوم بعمل ممتاز ضمن 1200 كم2 من نطاق عملها وتقوم به بالتعاون الكامل مع الجيش اللبناني، ونحن نتمنى توطيد هذا التعاون وقد لاحظنا بأن عدد الدوريات المشتركة بين الجيش اللبناني والقوات الدولية كانت نسبتها 70 بالمئة من الدوريات وهذا تعاون جيد، واعتبر ان منطقة الجنوب هي اكثر المناطق هدوءا في منطقة الشرق الاوسط بالرغم من حساسية الخط الازرق.
ولفت فوشيه الى "ضرورة بناء لبنان قدراته البحرية"، معتبراً أن "لا صلة لوجود الفرقاطة مع ما يحصل في الحدود الجنوبية"، مشيراً الى ان "الزيارة روتينية".